هذان المرأة والرجل الواقفان في تبسيط الشكل والروح يأكلان قلبي يا نعيم. ألم أقل لكَ إن النصب البرونزي المختزل يستولي عليَّ؟ ألم أقل إنه يليّن فظاظتي. يضعني في اللذة. في الرونق. في الأناقة. في السؤدد. في البهاء. في الشكل الذي يلي الشكل. في الجوهر. في رهزة الجنس ونشوة الجمال؟!
هذا البرونز يجتاحني، يا نعيم. يمنحني أن أخفق. أن أتلوّى. أن أُغرَم. أن أزداد. أن أمتلئ. أن أطفح. ويمنحني أن أفترض. وأن أتخيّل. وأن أحلم. فأتوقّع جرساً يرنّ ويصدح. لا على قبّة كنيسة بل في صحراء الروح.
هكذا يا نعيم، أنتَ تنحت رنين الجرس في العدم، فيتخذ الرنينُ العدميّ شكلَ النصب. هذا الرنين لذيذٌ يا نعيم. لأنه يهزّ موضع العقل في القلب. ويجعلهما واحداً في الآخر.
لذا يُملي عليَّ البرونز هذا، وهو صنيعةُ يديكَ وإزميلكَ وإرهاف الحنكة، يُملي عليَّ هندسته الذاتية والكونية. يُملي اختزاله، مشاعره، أفكاره، فلسفة الحجم والقامة، وهو ماثلٌ وقوفاً، منتصباً في الفضاء، في الفراغ، في العدم، في هواء الشعر، أو منحنياً ومتكئاً، أو، يا لذكائه، معتكفاً في موسيقى صمته البهيّ.
هذا البرونز، اختزالُهُ يدثّرني بالذهب. يجعلني، أنا العين...
إظهار التعليقات هذا البرونز يجتاحني، يا نعيم. يمنحني أن أخفق. أن أتلوّى. أن أُغرَم. أن أزداد. أن أمتلئ. أن أطفح. ويمنحني أن أفترض. وأن أتخيّل. وأن أحلم. فأتوقّع جرساً يرنّ ويصدح. لا على قبّة كنيسة بل في صحراء الروح.
هكذا يا نعيم، أنتَ تنحت رنين الجرس في العدم، فيتخذ الرنينُ العدميّ شكلَ النصب. هذا الرنين لذيذٌ يا نعيم. لأنه يهزّ موضع العقل في القلب. ويجعلهما واحداً في الآخر.
لذا يُملي عليَّ البرونز هذا، وهو صنيعةُ يديكَ وإزميلكَ وإرهاف الحنكة، يُملي عليَّ هندسته الذاتية والكونية. يُملي اختزاله، مشاعره، أفكاره، فلسفة الحجم والقامة، وهو ماثلٌ وقوفاً، منتصباً في الفضاء، في الفراغ، في العدم، في هواء الشعر، أو منحنياً ومتكئاً، أو، يا لذكائه، معتكفاً في موسيقى صمته البهيّ.
هذا البرونز، اختزالُهُ يدثّرني بالذهب. يجعلني، أنا العين...
لقراءة هذا الخبر، اشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول
يلفت موقع النهار الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.