كان لبنان مثل سفينة "تايتانيك" التي تغرق على مهل، لكن المسؤولين الذين يقبضون على الدفة لاهون في الصراع على الحصص والأدوار والأحجام، خلافاً لكل ما قيل من ان الركاب هم اللاهون في الرقص، فالذين عليهم قيادة السفينة هم من المسؤولين والسياسيين والزعماء من غير شر!في المقابل كان الركاب بعد ٤٧ يوماً من إندلاع الثورة ولا يزالون وسيبقون غارقين في الغضب وفي الصراخ، والدعوة الى إنقاذ البلاد من الإنهيار، عبر تشكيل حكومة جديدة من الإختصاصيين من خارج السياسيين الذين أوصلوا البلاد الى الإنهيار، ولقد سمعهم اللبنانيون يتقاذفون بتهم الفساد ونهب المال العام، وهم يناقشون ما سمّوه موازنات التقشف، التي تبيّن أن مضمونها تجويع للناس وإفقارهم وسحق كرامتهم. اليوم بات الوضع فاجعاً، عندما يقال إن لبنان مثل طائرة تهوى بمن فيها الى الدمار، ويكفي هنا ان نتأمل في تفاقم الأزمة الاقتصادية وفي ذعر المواطنين، وذلّهم وإهانتهم ورعبهم على جنى أعمارهم وهم يقفون كمتسولين في المصارف، وان نستمع الى المستشفيات تفتقر الى خيط لتقطيب جرح أو كيس مصل لإنعاش مريض، أو "ريسور" لإنقاذ قلب. نعم الطائرة تهوي، لكن علك الصوف السياسي البائس...
إظهار التعليقات لقراءة هذا الخبر، اشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول
يلفت موقع النهار الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.