أعترف أنّ ما يحصل في شوارع المدن اللبنانية في الأيام الأخيرة لم يتخطّ مخيًلتي فحسب كمراقب سياسي بل أنّه لم يخطر على بالي يوماًً. يبدو أنًّ هناك جيلًا جديدا لم نفهمه بعد يمارس انتقامه مما أصبح يشبه الهجرة القسريّة إلى الخارج التي وضعه فيها كما القدر نظام طوائفي في انخرطنا فيه إن لم يكن في المصالح الصغيرة أو الكبيرة ففي المزاج فصرنا نتصوّره جزءًا من طبيعة الحياة نفسها كأنّه الطقس أو الفصول الأربعة.لم نعد نتصوّر أنّ سلسلة الجبال هذه الشرقيّة والغربيّة وما بينها وما تحتها من سهول وسواحل واسّسها الفرنسيّون كدولة صغيرة على ساحل البحرالأبيض المتوسط عام 1920 كانوا يعرفون ويريدون ويؤمنون معاً بأنها لا يمكن أن تكون إلّا دولة نظام طائفي أبدي.
مهلاً قليلا هنا: ربّما لم تحصل هذه الثورة الحقيقيّة،فقط، بسبب تبرم اللبنانيين من طائفيّاتهم المتعددة وفقدان صبرهم عليها لكنّ الأرجح بل المؤكّد أنها حصلت بسبب بلوغ نظام المحاصصة والزبائنيّة درجة من الفساد أيقنوا أنها صارت خطرا عليهم كأفراد وعائلات. إنّه الفساد الوقح المرتكز على كثافة من الشعارات الأخلاقيّة التي ضاع معها الفارق بين النذالة والمقدّس وأصبح...
إظهار التعليقات مهلاً قليلا هنا: ربّما لم تحصل هذه الثورة الحقيقيّة،فقط، بسبب تبرم اللبنانيين من طائفيّاتهم المتعددة وفقدان صبرهم عليها لكنّ الأرجح بل المؤكّد أنها حصلت بسبب بلوغ نظام المحاصصة والزبائنيّة درجة من الفساد أيقنوا أنها صارت خطرا عليهم كأفراد وعائلات. إنّه الفساد الوقح المرتكز على كثافة من الشعارات الأخلاقيّة التي ضاع معها الفارق بين النذالة والمقدّس وأصبح...
لقراءة هذا الخبر، اشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول
يلفت موقع النهار الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.