وزير الثقافة ليس رجلاً عادياً، حتى في بلد كئيب، مُنهَك، مكتوف الأيدي كلبنان. لن نتقبّله بتكبُّله وضآلة دوره. نطالبه بما يفوق قدراته، رافضين الذرائع والمبرّرات. الأحلام شيء ومرارة الواقع شيء آخر. نشاء منذ مدّة لقاء الوزير، ولم يسنح الظرف. إلى أن رنَّ الهاتف: "نحن في الانتظار". يتراءى المبنى في شارع مدام كوري عادياً، لولا لافتة "وزارة الثقافة" وعنصر قوى الأمن الواقف تحت الشمس. يحاول الدكتور محمد داود إضافة لمسات أو القول إنّ العمل جارٍ. يحضّر ملفّاته والجواب المناسب للسؤال المُتوقَّع. يعلم أنّ قارئاً نهِماً أو مسرحياً شغوفاً أو سينيفيلياً أو رسّاماً أو شاعراً، لن يساوم على وجود وزير هشّ. الوزير هو الواجهة، وإن بوزارة مأزومة. داود ليس من عالم الأدب والفكر والفنّ، لكنّه يقرأ ويواظب ويتطوّر. لتلكّؤ بعض أسلافه أثمان من غير المنصف أن يتحمّلها وحده. في الطبقة الثامنة من مبنى الوزارة، نلتقي للحديث عن إشكاليات مُلحّة، نرى أنّ الوزير تنقصه "الطحشة" أكثر فيها، لا الاكتفاء بالعمل الصامت: الحرّيات، المكتبة الوطنية، متحف الفنّ التشكيلي، المسرح الوطني، هموم المثقّف، والوزارة نفسها، بما تنجز وما تعجز...
إظهار التعليقات لقراءة هذا الخبر، اشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول
يلفت موقع النهار الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.